علق الكاتب والصحفي الإيزيدي سامان داود، السبت، على الجهات المستفيدة من خلق التوتر بين الجيش العراقي والقوات الإيزيدية وسكان سنجار خلال اليومين الماضيين، ومدى ارتباط هذا التوتر بالتطورات السياسية والأمنية في تركيا. وطرح تساؤلاً حول ما إذا كانت هناك أطراف كردية تعمل على تأجيج الصراع بين الجيش العراقي والإيزيديين لتحقيق مكاسب سياسية، خاصة في سياق الانتخابات المقبلة.
وقال داود في حديث لـ "المداد الإخبارية " إن هناك جهات دولية ومحلية تستفيد من هذا التوتر، بعضها يستغل ذلك لتوجيه خطابات كراهية ضد الإيزيديين ولتقليل حجم الإبادة الجماعية التي تعرضوا لها، بينما هناك من له أهداف سياسية".
وأضاف أن "بعض الأطراف السياسية المحسوبة على الجانب السني تستهدف الإيزيديين لأهداف طائفية، بمساعدة طرف كردي، ويهدفون إلى تقليل قيمة ما تعرض له الإيزيديون".
وأشار داود إلى أن "الطرفين السني والكردي يهدفان إلى أن تكون سنجار غير مستقرة، ويقترحون استقدام قوات البيشمركه".
كما بين أن "هذه الأطراف تنفذ أجندات ترضي تركيا بهدف تضييق الخناق على حزب العمال الكردستاني في العراق وسوريا".
وأضاف داود أن "الاضطرابات ليست جديدة، لكن يتم حلها بشكل ودي".
وأوضح أن "الإيزيديين يطالبون باحترام كرامتهم كمواطنين عراقيين ودمج القوات الإيزيدية ضمن صفوف القوات الأمنية العراقية".
وأكد أن "حل هذه القضايا سيسهم في عودة النازحين إلى سنجار"، مشيرًا إلى أن "بعض الأطراف السياسية الكردية تستغل بقائهم في المخيمات لتحقيق مكاسب انتخابية".
من جانبه، حدد المحلل السياسي سعيد حمو، السبت، الجهة المسؤولة عن توتر الأوضاع بين الجيش العراقي وقوات "البيشمركة" (وحدات مقاومة سنجار)، مؤكدًا أن الإيزيديين يعتبرون الجيش العراقي جزءًا من هويتهم الوطنية ولا توجد لهم مشكلة معه.
وأضاف حمو أن "بعض الأطراف الكردية تستفيد من توتر الأوضاع في سنجار وترغب في بقاء النازحين في المخيمات، لأغراض انتخابية وإثارة الرأي العام والمنظمات الدولية".
وسنجار، إحدى المدن الواقعة في شمال العراق، تعدّ موطنًا رئيسيًا للمجتمع الإيزيدي، الذي تعرض لعدة عمليات إبادة جماعية على يد داعش خلال السنوات الماضية، وفي أعقاب تحرير المدينة من سيطرة داعش، واجهت سنجار تحديات كبيرة تتعلق بالأمن، الاستقرار، وإعادة بناء المناطق المتضررة.
الصراع في سنجار مرتبط بعوامل سياسية وأمنية معقدة، حيث يتداخل فيه الوضع الداخلي العراقي مع التوترات الإقليمية، وخاصة تلك المرتبطة بتواجد حزب العمال الكردستاني في المنطقة.
وتسعى القوى الكردية في العراق لتوسيع نفوذها في سنجار، بينما الحكومة العراقية تسعى للحفاظ على سلطة الحكومة المركزية.