أكد الأكاديمي والباحث السياسي فلاح العاني، الخميس، أن بعض الأحزاب والقوى السنية تسوق لنفسها على أنها تعمل لمصلحة المكون السني عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكنها تفتقر إلى الحضور والتأثير الفعلي على الأرض، حيث لا تزال العديد من المحافظات والمناطق السنية تعاني الإهمال والتهميش وضياع الأموال والميزانيات، إضافة إلى تفشي الفساد والمحاصصة والمحسوبية في المؤسسات الحكومية.
وقال العاني في حديث لـ"المداد الإخبارية" إن "الأحزاب السنية الفاعلة، التي تشغل مناصب مهمة، حاولت التأثير على الرأي العام عبر الجيوش الإلكترونية وتسويق ما يُعرف بالإنجازات ومشاريع الإعمار".
وأضاف أن "الواقع يشير إلى عكس ذلك، إذ تعاني المحافظات السنية، ومنها الأنبار، من مشكلات كبيرة، أبرزها تدهور القطاع الصحي والتعليمي، وتعطيل صرف رواتب التعويضات، وتعقيد إنجاز المعاملات. كما أن العديد من المشاريع التي روجت لها الأحزاب ظهر عليها الفساد، خاصة بعد الأمطار الأخيرة التي كشفت ضعف بنيتها التحتية".
وأوضح أن "بعض المشاريع البسيطة، مثل صبغ الأرصفة وتبليط الشوارع وإنشاء المجسرات، تم تصويرها على أنها إنجازات عملاقة، في حين أن الأنبار وبقية المحافظات تحتاج إلى مشاريع استراتيجية حقيقية".
وأشار العاني إلى أن "المجتمع بات أكثر وعياً، لكنه يفتقر إلى القدرة على التغيير وإقصاء القوى الفاسدة، بسبب استخدام تلك الأحزاب للمال السياسي والنفوذ في السلطة".
وتتصاعد الانتقادات لأداء الأحزاب السنية في العراق، خاصة في المحافظات التي تعرضت لدمار واسع خلال الحروب والنزاعات المسلحة، رغم الميزانيات الكبيرة التي خُصصت لإعادة إعمار هذه المناطق، لا تزال البنية التحتية تعاني من ضعف شديد، مع تزايد شكاوى السكان من نقص الخدمات الأساسية، مثل الصحة والتعليم، والتأخير في صرف التعويضات للمواطنين المتضررين.
في المقابل، تعتمد بعض الأحزاب على الحملات الإعلامية والجيوش الإلكترونية للترويج لإنجازات محدودة، فيما يكشف الواقع عن مشاريع سطحية لم تحقق تحسيناً حقيقياً في مستوى الخدمات.
هذا الوضع يعكس استمرار أزمة الفساد وسوء الإدارة، في ظل هيمنة المال السياسي والمحسوبية على المشهد، ما يحدّ من قدرة المواطنين على إحداث تغيير فعلي في الخارطة السياسية.